بدأت حكومة الولايات المتحدة تسليم سلطتها ورفع هيمنتها عن شبكة الإنترنت، والمتمثلة بنظام تسمية نطاقات الإنترنت (dns)، والتي امتدت على مدى عشرين عاماً تقريباً، إلى منظمة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة غير الربحية آيكان (Icann).
ويعتبر نظام تسمية نطاقات الإنترنت واحداً من أهم مكونات الإنترنت وجزءاً مهما فيما تعلق بنظام التحكم في الإنترنت عالمياً، لتنهي بذلك وتضع حداً للكثير من النقاشات المسيسة إلى حد كبير.
ويعمل نظام تسمية نطاقات الإنترنت على ربط عناوين مواقع الإنترنت سهلة التذكر مثل (aitnews.com) مع خوادم الإنترنت ذات الصلة بها، حيث لا يمكن الوصول إلى المواقع الإلكترونية بدون نظام تسمية نطاقات الإنترنت إلا عن طريق كتابة عنوان الموقع بواسطة بروتوكول الإنترنت “ip” الخاص بالموقع مثل 104.24.24.83.
ويقوم نظام تسمية نطاقات الإنترنت “DNS” على ترجمة عناوين مواقع الإنترنت أثناء الكتابة ضمن المتصفح إلى اللغة العددية التي تستخدمها أجهزة الحاسب المرتبطة للتواصل.
وحظيت الولايات المتحدة بالكلمة العليا فيما يخص التحكم في نظام تسمية نطاقات الإنترنت عبر إدارتها لمنظمة أيكان (ICANN) من قبل هيئة تابعة للحكومة الأمريكية.
وتتنازل الولايات المتحدة، وفقاً للاتفاق الذي جرى 2014، عن سلطتها نهائياً إلى منظمة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة آيكان (Icann)، ولن يلاحظ أي من مستخدمي الإنترنت تغييرات، مع بقاء مقر آيكان في لوس أنجليس.
وقد عارض كثير من السياسيين هذا الإتفاق وحاولوا منع عملية النقل، حيث صرح السيناتور الجمهوري تيد كروز قائلاً ان حرية التعبير في العالم الافتراضي هي على المحك الآن، وقد رفض قاضي فيدرالي يوم الجمعة طلبهم للحصول على أمر قضائي لايقاف عملية النقل.
وبحسب شبكة ” 24 ” الإماراتية ، تعمل وزارة التجارة الأمريكية، وبموجب الخطة، على تسليم مفاتيح السيطرة على “DNS” إلى منظمة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN)، والتي تضم الخبراء التقنيين المعتمدين، فضلاً عن ممثلين عن الحكومات والشركات والمنظمات غير الربحية.
وتحدث السيناتور الجمهوري تيد كروز وغيره من السياسيين حول أن عملية النقل قد تؤدي إلى إمكانية سيطرة الدول الاستبدادية على الإنترنت، كما قد يؤدي هذا العمل في نهاية المطاف إلى فرض رقابة على المحتوى في جميع أنحاء العالم.
وأشار كروز في جلسة استماع في الكونغرس يوم 14 سبتمبر (ايلول) “تخيل أن يعمل الإنترنت بشكل يشابه الإنترنت الموجود في دول الشرق الأوسط التي تعاقب ما تعتبره غير مقبول من وجهة نظرها”، وأضاف “أو تخيل ان يعمل الإنترنت بشكل يشابه الإنترنت الموجود في الصين أو روسيا وحبس أولئك الذين ينخرطون في المعارضة السياسية”.
وصرحت منظمة (ICANN) من جهتها فيما يخص عملية النقل “أن ICANN منظمة فنية وليس لديها الصلاحية أو القدرة على تنظيم المحتوى على شبكة الإنترنت”، وأضافت “هذا ما يتم حالياً بموجب العقد الحالي مع حكومة الولايات المتحدة وسيبقى كذلك دون عقد مع حكومة الولايات المتحدة”.
ويقول مؤيدو العملية إن منع عملية النقل يمكن أن يقلل في الواقع من تأثير الولايات المتحدة على شبكة الإنترنت، وقد أيدت روسيا والصين فكرة إعطاء تفويض إدارة الإنترنت لهيئة الأمم المتحدة المسماة “الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية” (ITU)، الأمر الذي من شأنه أن يعطي الحكومات سيطرة، ويقلل أيضاً من القوة التكنولوجيا للولايات المتحدة.
وعمد المدعين العامين في أريزونا ونيفادا وأوكلاهوما وتكساس إلى رفع دعوى قضائية لمنع هذا النقل، إلا أن القاضي الفيدرالي في المنطقة الجنوبية من ولاية تكساس رفض طلب الحصول على أمر تقييد مؤقت.
وقالت (ICANN) إن عمليتي النقل من شأنها ان تكفل إنترنت مفتوح، وقد صرح عضو مجلس إدارة (ICANN)، ستيفان دي، في بيان “بأن عملية النقل كانت متوقعة منذ 18 عاماً، واحتاج هذا الأمر إلى الكثير من العمل الدؤوب من مجتمع الإنترنت العالمي الذي صاغ الاقتراحات النهائية”.
وقد أعرب تحالف إدارة الإنترنت، والذي يضم مجموعة من الشركات مثل فيس بوك وغوغل ومايكروسوفت وفيريزون، موافقته على هذه الخطوة وقدم تقييماً أكثر توازناً.
وقالت (ICANN) في بيان لها “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان المساءلة والشفافية المعهودة لدينا، ونحن نتطلع إلى العمل مع المجتمع في هذه الجهود المستمرة”.